الخميس، 14 مايو 2009

كباب (8)

قال أبو مالك:
بسم الله رب الأنام والصلاة على حبيبه والسلام، أما بعد فقد أتاني الخبر عن بخل ابن خنشور وشح نفسه، واستيقنت أنه لا يطعم الناس إلا الخوازيق! فوأيم الله لأقطعن يدي ورجلي ولأجدعن أنفي ولأسملن عيني بسيخ الكباب إن هو دعانا لأكل شواء أو كردنبل.
هذا وقد برد قلبي بعد أن بلغ به الغضب ما بلغ، وسكنت جوارحي من بعد اضطرابها، بعد أن اتخذ ابن أحمد سبيلاً أقرب إلى الحق- وإن كان لما يلتحق بنا- وأبعد عن الباطل، وإن كان لما يكفر به كما ينبغي لأولي العزم من أتباع الرسل.
ولكني عجبت لأمرك، أمثلك يأتمر بأمر شيخ وينتهي بنهيه؟ أما أنا فما يكون لي أن أتخذ شيخاً وقد آتاني رب العالمين من فضله ما آتاني وعلمني من لدنه ما علمني، وأما ما ذكرتُه آنفاً من سند القول عن أشياخي فهو لتأخذوا عني ولتفهموا قولي. وأكبر ظني أن شيخك الصالحاني من أصحاب (السلتات) وإلا لأبى على نفسه أن يكون (ضيفناً).
حدثني شيطاني أبو سركيس عن الجاحظ قوله "والضيفن هو ضيف الضيف الذي يلتحق به ويتطفل على أصحاب الدعوة".
و قد أعياني- وحق ربي- وصف الشواء بما يستحق في مقام النثر، فلم أجد غير مقام الشعر فاسمع:
ألا حي المشاوي والكبابا ..... وما قـد لـذّ مـن أكـل وطـابـا
وإنْ رجـلٌ دعاك لكردنبلو ..... فـأسمعه الـشتـائـمَ والسبابا
فإن الكردنبل طعام سوءٍ ..... سأهتك عن مساوئه الحجابا
لو استبخرتَه في البيت يوماً ..... لأهلكتَ البعوضةَ والذبابا
ومن يرجو لذيذَ الطعم منه .... كمن في قـفرة لحق السرابا
فدع عنك الطعام سوى شواءٍ .... متى ما لُكتَه في فيك ذابا
فـإن اللـحـم خـيـر الأكـل طـراً ..... ودعـوته أحق بأن تجابا
لعـمـري إن مـنـظـره بـلـيـلٍ.....على الجمرات تلتهب التهابا
لأجمل من محيّا ذات حسنٍ ..... إذا الحسناء أسقطت النقابا
ونزّ الدهن أطيب نكهةً من.... لمى العذراء تسقيك الرضابا
وصوت نشيشه في الأذن خيرٌ ... وأجمل من مواويل العتابا
فحسبي اللحم لا أرضى سواه .... طعاماً أو حساءً أو شرابا
أنـبـتـدع الـطـعـامَ ونـحـن قومٌ ..... جـعـلـنـا كـلَّ مـبـتـدَعٍ يبابا

و جزى الله الطبيب السبيعي خيراً على مناصرتنا والله يشهد أن هواه مع الكباب دون الذي هو أدنى، وأما الحوت والسمك وغيره من طعام البحر فسأمنحكم شيئاً من علمي عنه في مواضيع قادمة مع طريقة طبخه وكيفية إنضاجه، فإن في تعليم الجاهلين ثواباً، وقد بلغني أن الذي يكتم العلم له عذاب أليم، فخذوا عني قبل أن أغادركم إلى دار البقاء .... إلى دارٍ خيرٍ وأبقى ... إلى قصورِ ياقوتٍ ومرجان، ولحمٍ وفاكهة ورمان، وحورٍ عينٍ حسان (إيييييييه) ورضوان من الله أكبر، والسلام عليكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق